الأحد، 21 أغسطس 2011

رمضان في الماضي ورمضان في الحاضر !


عندما نتحدث عن شهر رمضان المبارك فإننا لا بد أن نتطرق إلى تأثير هذا الشهر العظيم على سلوكيات الأفراد.
فهذا الشهر العظيم الذي نزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
حيث رسم لنا القرآن الكريم مساراً مثالياً في السلوكيات والتعامل.
وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئلت زوجته عائشة عن خلقه وقالت كان خلقه القرآن.
ومن هذا المنطلق يجب أن تكون سلوكياتنا وتصرفاتنا على هذا المنهج القويم إلا أننا قد نتفاجئ ونشعر بالمرارة والأسى ونحن نلاحظ أناسًا تتغير سلوكياتهم في رمضان مع الأسف للأسوأ، فنجد البعض يكون سريع الغضب وحاد الانفعال والبعض الآخر متقاعسًا ومتكاسلاً وهناك أيضاً من غفل عن هذه الفرصة العظيمه وتوجه إلى كثرة الترفيه بشتى الوسائل.
أنا هُنا لا أقصد أن الانسان يكون جادًا ولا يعطي نفسه حقها من الراحة والترفيه حيث أن النفوس كما ورد في الأثر "أنها تكُل وتتعب" وأيضا كما ورد "إن لنفسك عليك حق ولأهلك عليك حق فآت كل ذي حق حقه" ولو نظرنا إلى سلوكيات مجتمعاتنا لوجدنا أن شهر رمضان الكريم مع الأسف لم يهذب سلوك بعض الأفراد على الرغم من الوعيد الشديد الذي ورد في الآثر "من لايدع قول الزور فليس للله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه" وهذه إحدى الصفات التي تنبعُ من بعض السلوك السيء لبعض الأفراد ونلاحظ أيضاً قلة الصبر والعصبية والتوتر وكأن المطلوب أن يزعج الآخرين حتى يثبت أنه صائم! ويظهر ذلك غالباً في سلوك السائقين في الشوارع، بالإضافة إلى أن الكثير يستغلون حجة الصيام وعدم توفر الدخان والقهوة وجميع المنبهات لتقليل الجهد والعمل وتناسو أن رمضان كان شهر الجهاد والقتال عند المسلمين.
فأول خروج للمسلمين لقتال مشركي قريش كان في رمضان سنة ١ هـ وفي ١٧ رمضان من سنة ٢ هـ حصلت غزوة بدر الكبرى وانتهت كما نعلم بالنصر الهائل للمسلمين، وفي ١٠ رمضان من سنة ٨ هـ كان الموعد مع أهم حدث في التاريخ ألا وهو فتح مكه فقد خرج الرسول وجيش المؤمنين من المدينة المنورة وتم فتحها في ٢١ رمضان، فكانت العديد من الفتوحات الاسلامية في شهر رمضان ولن أطيل الحديث عنها. فنلاحظ اختلافًا شاسعًا بين رمضان في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام ورمضان الآن فتقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره وهذا جزء بسيط من حال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فشهر رمضان له حرمته والصوم في رمضان ليس فقط صوم عن الطعام ولكن صوم عن كل ما يغضب الله فيجب أن تصوم العين عن رؤية المحرمات وأن يكون اللسان أيضاً صائماً عن قول الكذب والشتائم والغيبة والنميمة ومن هُنا أنادي جميع أخواني وأخواتي وأناشدهم للاستفادة من هذا الكنز العظيم وهذا الموسم الفضيل ويكون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في خلقه ونهجه ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

هذا المقال كتبتُه في موقع 27 ليلة .

2 التعليقات:

visualacc يقول...

الله يجزيك الخير ع ما تفدمية يا رهام

المدون ناصر يقول...

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير على الموضوع المهم .

إرسال تعليق