الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

هوس العين "النحاته" !


وجد الحسد منذ أن وجدت الخليقة حينما حسد إبليس آدم على الجنة وكما حصل بين هابيل وقابيل أبناء آدم عليه السلام عندما تقربا بقربان وتقبل من أحدهم ولم يتقبل من الآخر.
حيث يأتي الحسد بعدة أشكال وصور ومنها الكيد , كما ورد في سورة يوسف عندما قال يعقوب لابنه يوسف ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدو لك كيدًا)
فلم يسلم حتى الإخوان وان كانو أبناء الأنبياء من وباء الحسد ! حيث حسد إخوان يوسف يوسف على محبة أبيه له عندما أجمعو أمرهم وقالو (ليوسف وأخوه احب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلو يوسف او اطرحوه ارضا يخلو لكم وجه أبيكم وتكونو من بعده قومًا صالحين)
فكيف يعمل الحسد بالانسان أن تصل لدرجه القتل ومن ثم يسوف الشيطان للانسان بعد عملته الشنيعه هذه أنه سوف يتوب ويكون عبدا صالحا ولذلك نجد أن كيد الحسد ربما يكون أشد فتكا وضررا من أي نوع من أنواع الحسد , ولكننا في المجتمع نهتم بالحسد الوارد عن طريق العين , ويتخوف الناس من العين أكثر من أي شيء آخر وربما تصل بهم الأمور إلى تعليق أو تبرير أي شيء يحدث لهم بالعين !
فأصبحت ظاهرة "هوس العين" تجتاح عالمنا بشكل مفرط لتصبح الشماعة التي يعلق عليها الكثير أمور حياتهم فإن وقع الشخص في مصيبة أو بلاء أو فشل 
يُقال له "عين شافتك و ما صلّت على النبي" مما قد يسبب الكراهية والبغضاء بين الأصدقاء والأقارب فكل شخص يعتقد أن "فلان" قد حسده أو "أعطاه عين"
فللأسف قلّ إيمان الناس بالله وأدخلو "الوسوسة" لقلوبهم وأصبحو يخافون من العين والحسد أكثر من أي شيء , وجميعنا نعرف أن العين حق ولا يستطيع أي انسان أن ينكر ذلك فقد ورد على لسان الأنبياء بالرغم من قوة ايمانهم بالله جل وعلى , فعندما قال يعقوب عليه السلام لأبنائه (لاتدخلو من باب واحد وادخلو من أبواب متفرقه ومااغني عنكم من الله من شي) لأنهم كانو رجالا لهم جمال وهيأة , ولم ينكر الله جل وعلى عليه ذلك حين قال: (ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ماكان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لايعلمون)
أي أنهُ لن يرد الناس قدر الله ولكن هناك الكثير من الناس لايعلمون ذلك ويعزلون الأسباب عن المسبب.

فيجب علينا أن نعلم بأن الله سبحانه وتعالى وضع لنا وأمرنا بالوقاية من الحسد وذلك بقرائه الورد فهو حرزٌ لنا من كل عين حاسد ولذا علينا أن يكون إيماننا بالله سبحانه وتعالى أقوى من تخوفنا مما قد يسببه لنا العين أو كما نسميه "النحاته"
والغريب ربما أننا لا نبالي مما قد يسببه لنا الكيد الذي ينتج عن حسد الحاسدين لنا وهو كما قلت في بدايه مقالي أشد فتكا وضررا وتدميرا من العين فالعين ربما نستطيع باذن الله الوقاية منها بقرائه الورد والأذكار.

وأخيرًا أناشد كل من في قلبه حسد أيًا كان نوعه أن يتقي الله في إخوانه وأن يراقب الله سبحانه وتعالى في كل تصرفاته وأن لا يقدم على أي شي يضر أخيه سواء كان ذلك بحسد أخيه بالوسائل الكيديه أو بالعين وأن يذكر الله عندما يرى مايعجبه وأن يحب لأخيه مايحب لنفسه. 
سائلة المولى الكريم أن يحفظ الجميع وأن لايرينا مكروه. 

3 التعليقات:

visualacc يقول...

الله يجزيك الخير

هيفاء يقول...

كل مره تبهريني بتدوينه اجمل وكلام حق 3>

تدوينه جميله وهادفه وجزاك ربي خير~

غير معرف يقول...

المشكلة لما الواحد يشوف ان مشكلته بسبب عين
وما يحاول ابدا يحلها .... وهذي اكثر شي تحصلينها في المشاكل الزوجية

بورك قلمك رهام ()

إرسال تعليق